زوجي مدمن مواقع اباحية ومواقع فكرية منحرفة

 

السؤال

السلام عليكم زوجي مدمن مواقع إباحية ...وينتهز كل فرصة يكون وحيدا حتى يشاهدها لدرجة أنه يقوم بالتنزيل بعد ذلك ..مع أنه في 47 من عمره ...لدرجة أني أحتقره ..طبعا أنا اكتشفته بالصدفة ..وأصبحت أتتبعه ..وفي كل مرة أكتشف أنه شاهد هذه الأفلام أو يحادث فتيات ..وبعد ذلك أحسست أني مذنبة لأني أتجسس وهذه معصية ..وأصبحت أضغط على نفسي ولا أتجسس عليه ..إلا فيما ندر عندما تحدثني نفسي بأنه قد يكون مظلوم ولكن أجد مايغضب ربي ويحرق قلبي .. وهو أيضا يتابع موقع ليبرالي يسب الله ورسوله والدين والعلماء ويبث الشهوات والشبهات حسبنا الله عليهم ونعم الوكيل .. وأنا أحبس نفسي في البيت ولاأستضيف أحد حتى لايجد فرصة فيزداد بعدا عن الله .. فقد حلق لحيته ويكره أن يسمع من الأولاد كلمة حلال وحرام ...وأحيانا يتجرأ على الدين ..وأخاف أن يبتعد عن الدين لاقدر الله .. وأنا لاأفتح الدش وأكره مافيه من شبهات وشهوات ولا أسمح لأولادي بمشاهدته إلا بعض أفلام الكرتون غير المخلة بالأدب .. سؤالي ....هل علي ذنب لوتركته وحيدا سواء قمت بزيارة أحد ..أوالنوم عند أهلي أواستقبلت الناس في بيتي أوغير ذلك مما يسمح له بمشاهدتها؟؟ وهل تنصحوني ألا أتركه وحيدا وأجلس في البيت ؟؟ إنني في ضيق لايعلم به إلا الله... حيث كيف سيربي هذا أبنائي ؟؟ مع العلم أنه لا يعلم أني اكتشفته ..ولاأريد أن أخبره حتى لايجاهر بها وتصبح أمرا عاديا بالنسبة له .. ولم أعد أثق فيه نهائيا وبدون أن أبين له ذلك .. وهو عصبي جدا ولا أستطيع أن أتكلم معه في أي موضوع لأني أخاف أن يترتب على ذلك أمور لايحمد عقباها .. آسفة على الإطالة وعدم ترتيب الأفكار ..

19-08-2010

الإجابة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يهدي قلب زوجك وأن يردّه إليه ردّاً جميلاً وان يصلح ما بينكما ويديم بينكما حياة الودّ والرحمة .

 أخيّة . .
 الانسان  مهما بلغ في عمره أو وورعه فإنه لا يزال إنساناً يقع في الخطأ والذنب والتقصير .  والناس يتفاوتون في  حجم الخطأ الذي يقعون فيه بحجم تفاوتهم في  الإيمان وقيام داعي الرقابة  عليهم من أنفسهم  لأنفسهم .
 فهم مثل هذا  يعطينا نوعاً من الهدوء والاتزان في ردّة الفعل تجاه خطأ ( المحبوب ) سواءً كان زوجاً أو صديقا أو صديقة أو أخا أو أختا ..
 الصدمة بخطأ المخطئ  تعطينا نوع من التوتّر في ردّة الفعل . والهدوء المتزن يعطينا نوعاً من  الحكمة في اتخاذ الموقف المناسب .
 وحين اقول ( الانسان يخطئ ) فلا يعني أن هذا تبرير للإنسان أن يخطئ .. إنما  القصد من ذلك  أن نتعامل مع المخطئ على أنه بشر لا على أننا ننظر إليه أنه ينبغي أن يكون ملاكاً أو شيئا آخر .

 أخيّة ..
 الزوج حين ينجذب إلى المواقع الاباحيّة ومحادثة الفتيات فإن ذلك بالتأكيد سببه ضعف الرقابة الذاتيّة ومن ثم هناك أسباب تدعّم هذا الضعف كتقصير الزوجة مثلاً في حق زوجها  ، أو تقصيرها في الاهتمام بنفسها او الاهتمام به  وإشباع حاجته . ..
 بعض الزوجات لا تقصّر جهداً في الاهتمام بزوجها والاهتمام بنفسها لتجذبه إليها عن أن يقع في مستنقع المحادثات والمواقع الإباحيّة .. لكن مع ذلك   تكتشف أن زوجها يشاهد هذه الأشياء !
 وذلك يعود لسبب الضعف الذاتي . وايضا ضعف الجو ( الايماني ) في البيت أو في المحيط الذي يعيش فيه  من أصدقاء أو عمل أو اقارب ..

 عموماً أخيّة ..
 افهمي حاجة زوجك ..
 كوني له كما يريد في اشباع حاجته واهتمي بذلك ..
 غيّري من روتين الكلام معه أو العلاقة أو اللمسة  ونحو ذلك ..
 غيّري له في طعامه وشرابه واثاثه وترتيب بيتك بطريقة تجذبه إلى الاهتمام بك .

 اقتني بعض الأشرطة الإيمانيّة المؤثرة ، وانشئي مكتبة صغيرة في بيتك يستفيد منها كل أهل البيت في تنمية الروح الإيمانيّة عندهم ...
 اقتني ايضا بعض أشرطة القرآن بأصوات نديّة .. اجعلي صوت القرآن صوتاً هادئا دائماً في البيت .
  اهتمي بزوجك من ناحية  تنبيهه للصلاة والمحافظة عليها .
 اهتمي ايضا انت بصلاتك وعلاقتك مع ربك . فإن الله  قد يبتلي عبده أو أمته ببعض المشكلات في حياتهم كنوع من التنبيه إلى أن يراجع المسلم أو المسلمة علاقتها بربّها . وتلجأ إليه .

 ما دام أن زوجك يستخدم ( الانتر نت ) راسليه على ايميله ببعض المواقع والروابط الصوتية المؤثرة  والمواضيع التي تعالج إدمان الشهوة ..
 راسليه عن طريق ايميل لا يعرف أنه لك .

 اجلسي مع زوجك جلسة مصارحة ..
 اعرضي عليه المشكلة على أنها مشكلة غيرك وقد سُئلت عنها ..  استمعي إلى ما يقوله لك من حلول .
 
 أخيّة ..
 زوجك شيء مهم في حياتك ..
 لكن لا تجعليه هو كل شيء في الاهتمام ..
 هناك أشياء في حياتك تستحق أن تلتفتي إليها وتعطيها من اهتمامك ..
 الآن أنت ( أم ) ومن خلفك أبناء .. و ( الأم ) مدرسة .
 اعطيهم من اهتمامك وحرصك  وحسن تربيتك بحيث لا يعيش الابناء ضياع الأب وتفريط الأم !
 اهتمي بهم توجيها وقرباً منهم  وحواراً  واستماعاً إليهم .. اقتربي منهم أكثر .. وتاكّ>ي أنهم هم ( العمر ) الإضافي لك !
 وهم سعادتك .. فإن لم يكن الله قد كتب لك السعادة مع زوجك فقد يكون كتب لك السعادة في ابنائك من خلال ما يحققونه من طموحات وانجاز وايجابيّة في حياتهم ..
 هناك أمهات كتبن لي عن معاناتهم مع أزواجهم بأكثر مما تعانين منه .. لكنهن اتجهن باهتمامهنّ نحو الابناء  .. الآن واحدة منهنّ تقول  ابني الكبير أصبح مهندسا وابنتي  في آخر سنة من دراسة الطب ، وطفلي الصغير  حصل على التفوّق على مستوى المدرسة ...
 سعادتها بابنائها  تكاد تنسيها معاناة أكثر من 23 سنة مع زوج  غافل لاهِ !
 
 ومع ذلك لا يعني الاهتمام بالابناء  تجاهل الزوج .. بل اقول اهتمي بزوجك  واحتسبي كل شيء تقومين به مع زوجك أنه عبادة لله .. ومع اهتمامك بزوجك لا تجعليه هو الذي يشغل عليك كل شعورك ومشاعرك .. بل اجعلي لأبنائك من اهتمامك وتفكيرك حظّاً .

 أخيّة ..
 من الخطأ أن تكرّسي الشعور بالألم  في نفسك ودواخلك من خلال تجسسك ومراقبتك لزوجك  !
 التجسس والتفتيش من ورائه لن يُصلحه ..  لكنه يؤذيك ويؤذيه !
 فلا فائدة مرجوّة من وراء التفتيش والتنقيب ..
 لذلك لا تفتحي على نفسك باباً من الهم ّ,الغمّ والتوتّر ..
 ولا تتوقعي من نفسك أن تكوني أنتِ الرقيبة عليه .. فإن من فقد الرقابة على نفسه .. فلن يحجزه عن ما يريد رقابة غيره له .. بل رقابتك تعطيه تفتح لها مجالاً لقفز السوار وتخطّي الرقابة .

 حبسك لنفسك في بيتك وعزلتك عن الناس بحجّة  محاصرته حتى لا يشاهد هذه الأفلام .. لم يغيّر من الواقع شيئا  ..
 لذلك  كوني طبيعية في التعامل مع حياتك ..
 زوري صديقاتك .. وليزرك جيرانك ..
 اذهبي لبيت أهلك ..
 لكن خفّفي  من طول الغياب عن البيت ..
 وفي حال غيابك  عن البيت راسليه على جواله ببعض العبارات التي  تعبرين فيها عن شوقك إليه . واختميها ببعض عبارات  مراقبة الله تعالى .
  تخلّصي من القنوات في بيتك ...
 هناك الآن أجهزة بث فضائية تنتقي لك الصالح للأسرة .. اقتني مثل هذه الأجهزة ..
 
 أخيّة ..
 يقول صلى الله عليه وسلم : " من لزم الاستغفار جعل الله له من كل همّ فرجا ومن كل ضيق مخرجا ومن كل بلاء عافية "
 وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمن يكثر الصلاة عليه : " إذاً تُكفى همّك ويغفر ذنبك "
 فالزمي الاستغفار  على كل حال ..
 وأكثري من الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

 وارفعي يديك بصدق .. واسألي ربك مطالبك .. واسأليه أن يهدي قلب زوجك وان يديم بينكما حياة الودّ والرحمة .
 فهو الذي قلوب العباد بين يديه يقلّبها كيف يشاء ..
 ثقي بربّك ولا تسبطئي الإجابة ..
 اعملي واجتهدي واحرصي .. واستبشري بربّك خيرا .

 والله يرعاك .

19-08-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني