أشعر بأن من حولي يستغل طيبتي فألجأ للعادة السريّة !

 

السؤال

السلام عليكم والرحمه بدايه انا فتاه محافظه واراعي الله في امور ولكن احيانا يجتاحني العناد فاقوم بمعاندة نفسي حيث انني لست صغيره في 28 من عمري ومعلمه واحب الخير وانصح الغير ولكن اقصر مع نفسي واعاندها ثم من ان توظفت اصبح الكل عينه على راتبي علما انني لا اقصر مع من طلبني ولكن اتوقع لانني طيبه فالكل يستغلني ثم انني انضغط نفسيا واصبحت لاابوح بما في داخلي واهلي لايقدرون قيمتي الا اذا احتاجوني من الفلوس او استفسار بحكم شرعي فاصبحت امارس العاده السريه واعاند نفسي بممارستها واتوب وارجع منها واحتقر نفسي لانني كنت انصح غيري والان اصبحت اعملها علما انني احس براحه بعدها وفضيت شي بنفسي ثم اشعر بالم حرمتها واتوب وارجع عندما انضغط من اهلي اصبحت افرغ ما بنفسي بهذه الطريقه واعتمرت وسالت الله ان يصرفها عني ثم رجعت اريد ان اعف نفسي اصبحت ابحث في مواقع النت للزواج لم اجد الجاد ومتخوفه اصبحت مقصره مع الله من وقت ماتوظفت وبالذات السنه الثانيه لم اكن الاوله في الدعوه وقراءة القران وقيام الليل لم اعد احس بلذة العباده اريد ابكي وانا ادعو قلبي اصبح متحجر حتى وقت العمره كنت احزن على نفسي لما ارى غيري يبكي ويتضرع لله تزعزعت نفسيتي اصبحت حساسه اكثر من الاول شخصيتي متقلبه رمضان اقبل وماذا افعل اريد ان اعود لله كما كنت سابقا اريد الخروج من اطار اهلي لبيت لوحدي اريد ان اتزوج بانسان يحس بمشاعري وطيبة قلبي وحناني ارجوكم ارشدوني افيدوني فانا خجوله بعكس اخواتي اللي اصغر مني وترددت وعجزت ان ارسل في هذا الموقع ثم عزمت عندما لم اجد تغير في حالي تعبت لا اريد ان تكون خاتمتي سيئه اريد رضا الله والزوج الصالح يارب لطفك الخفي...؟؟؟؟؟؟؟

09-08-2010

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
 وأسأل الله العظيم أن يطهر قلبك  ويزيّن الإيمان في قلبك وأن يكرّه إليك الكفر والفسوق والعصيان ..

 أخيّة ..
 هنيئا لك هذه النفس اللوّامة ، وهذه الروح التواقة إلى الطهروالعفاف .
 وإن من رحمة الله بعبده وأمته أن يجعل في قلوبهم هذا الضمير الحيّ ، وهذه النفس التوّاقة التي تحب أن تأنس بربها .
 
 أخيّة . .
 اسمحي لي أن أسألك ..
 من يسّر لك أن تتعلّمي وتدرسي ..
 من سخّر لك أن تتعيني وتعلّمي ..!
 من الذي يسوق لك آخر كل شهر ( الراتب ) بلا تأخير !
 نعم .. ستجيبين من عماق فؤادك .. إنه الله .

 لقد قضيت قرابة 20 سنة تبذلين وتتعلّمين وتكدحين ، وانت في كل هذا العمل والكدح والدراسة والاجتهاد إنما كنت تطرقين باب الله  أن يفتح عليك  وييسر لك ويسخّر لك ..
 هل كنتِ تحبين أن يغلق الله أبوابه عليك ؟!
 هل كنت تحبين أن لا يحقق الله لك طموحك ؟!
 هل كنت تحبين أن يملّ الله من طرقك وإلحاحك عليه ؟!

 إذن .. لماذا  نتضجّر حين يسألنا الناس ؟!
 لماذا نتضجّر حين جعلنا الله في محل المسؤول لا في محل السائل ؟!
 لك أن تدركي يا أخيّة ..
 ليس لك أي منّة على أهلك حين يطلبونك  شيئا من مالك ..
 المنّة لهم عليك .. لأنهم اختاروك من بين الناس ليسألوك !
  وهو فضل الله عليك أن جعلك مسؤولة لا سائلة !
 فهل تخيّلتِ هذه النعمة ؟!

 لمذا تفسّري حاجتهم لك .. بأنهم فقط يقدّرونك لأجل مالك ؟!
 لماذا لا تفسّري الموقف بأنهم يقدّرونك لأجل ( كرمك ) و  ( طيبة قلبك ) ؟!
 إذا كانت نظرة الاخرين لي ( نظرة ماديّة ) !
 فلماذا تنعكس نظرتهم عليّ فأنظر إليهم بنظرة ماديّة ايضاً ؟!

 أخيّة ..
 استشعري أن حين يطلبك الآخرون اي شيء .. أن الله أكرمك وفتح لك باباً للخير من حيث لا تحتسبين ..
 إنه يريد أن يثقّل ميزانك ..
 فقط ( احتسبي ) !
 لا تنظري للأمر على أنه ( استغلال ) ..
 ولا تنظري للأمر على أنها ( طيبة زائدة ) !
 لكن انظري للحدث على أنه ( استثمار ) .. استثمار مع الله .
 وفرصة أن جعل الله لناس إليك حاجة ..  فذلك يفتح لك باباً للدعوة والنصيحة والتبسّم وحسن التوجيه .
 فقط غيّري نظرتك للحدث ..  سيتحسّن شعورك - ولابد - .

 أخيّة ..
 أمّا بالنسبة لممارسة العادة السريّة . . فبغضّ النّظر في خلاف أهل العلم في حكمها ..
 لكن دعيني أقف معك عند أثرها عليك . . !
 " استفت قلبك وإن أفتاك الناس وافتوك " .

 أخيّة ..
 كل إنسان بقدر ما فيه من المميزات والصفات الجميلة إلاّ أنه يحمل معه بعض العادات السلبيّة والتي يودّ أن يتخلّص منها ..
 كل إنسان يقول : ليتني لم أكن كذا وكنت كذا !
 ليتني لم أفعل كذا !
 أتمنى لو أتخلّص من هذه العادة ..!
  لاحظي .. الكل - تقريباً - يقول هكذا ..
 لكن .. نجد أن ( الكل )  لم يتغيّر !
 لماذا ..؟!
 لأن  ( الكل )  فقط ( يتمنى ) .. لكنه لم ( يرد ) !
 لم  ( يقرر ) !
 الأمنيات  نتمناها فقط كنوع من الهروب الشعوري من ضغط الضمير  وتخفيف سياط الضمير ..
 فقط لجل أن نخفف ألم السياط ( نتمنى ) ونقول ( ياليت ) و ( أتمنى ) !
 والواقع أن من يريد التغيير فعلا  فينبغي عليه أن ( يقرر ) أن ( يريد ) ...
 والفرق بين ( الإرادة ) و ( الأمنيات ) ..
 أن ( الإرادة ) يتبعها عمل وخطوات إيجابيّة ..
 و ( الأمنيات ) فقط تخديريّة !
 
 لذلك إذا أردت أن  تتخلّصي من اي سلبيّة في حياتك وشخصيتك ..
 فالحل هو أن تستعيني بالله  و ( تقرّري ) .. قرّري أن تتغيري ..
 وابدئي خطوتك في التغيير ..
 ولا تنتظري أن يتغيّر الحال من حولك لتتغيّري ..
 ابدئي أنتِ ..
 واستحضري  قول الله فيالحديث القدسي : " وإن أتاني يمشي أتيته هرولة "  لاحظي أن الخطوة قد تكون في حدود ( المشي ) لكن المعونة من الله تأتي  ( هرولة ) بمعنى أن المعونة تأتي بأكثر مما بذلتِ ..
 فقط ابدئي .. واستأنسي بحال مريم عليها السلام حين أمرهاالله فقط أن تهزّ جذع النخلة .. فقط ( تهزّ )  وجاءت النتيجة ( يساقط عليك رطباً جنيّاً  ) .
 ابدئي الخطوة الأولى متفائلة واثقة بالله .. واستبشري بربك خيراً ..
 في الطريق .. قد تضعف نفسك ..
 حينها ماذا تقرري .. هل تستمرّي وتثبتي أم  تمنحي نفسك فرصة ( واحدة )  لتشبعي رغبتك ثم تعودي ؟!
 هنا اطلب منك أن تتأملي معي هذه القصّة :
 المعلمة أروى معلمة في احدى المدارس، تعاني من البدانة، فقررت ان تذهب الى ناد رياضي نسائي لتمارس الرياضة لمدة ساعة بعد خروجها من الدوام المدرسي، ثم تتوجه بعد ذلك الى البيت.
في يوم من الايام خرجت اروى من المدرسة وهي متعبة مجهدة، لديها الكثير من الاعمال والتحضيرات التي تنتظرها في البيت. وهي خارجة ترددت.. هل تتوجه الى النادي الرياضي اولا .. ام تتجه مباشرة الى البيت؟؟؟
أروى اطرقت رأسها وفكرت قليلا بنظام 10- 10- 10 في حال لو قررت التوجه الى البيت مباشرة:

في عشر دقائق.. ستكون قد وصلت الى البيت لتبدأ معمعة التحضير والتزامات بيتها والاسرة.
في عشر شهور.. وباستمرارها التوجه الى البيت دون المرور على النادي، فانها لن تفقد اي من كيلواتها الزائدةـ وربما زادت عليها بعض الكيلوات الاخرى.. والاعمال المدرسية لن تنتهي او تتغير
في عشر سنوات.. أروى تعاني من الضغط والسكري.. بسبب الاجهاد والتوتر الناجمين عن بدانتها المستفحلة، وعدم ممارستها لأي نشاط بدني ينفس عن اجهادها العقلي او النفسي، وقد تكون استقالت من المدرسة أو ابتدأت وظيفة اخرى، او فضلت ان تكون ربة بيت، واعمال الحياة لا تنتهي.

والعكس صحيح في كل ما سبق في حال اختارت ان تذهب الى النادي الرياضي اولا.
هنا قررت أروى واختارت ان تمر على النادي اولا، بناء على هذه العواقب التي تخيلتها على المدى القصير والمتوسط والطويل.

 هنا ياأخيّة ( قفي ) ..
 حين تكوني قد قررت التوبة والعزيمة على أن لا تعودي إلى هذه العادة . وفي لحظة ضعف  راودتك نفسك أن تمارسيها ...
 قبل أن تمارسيها أو تستجيبي لفكرتك .. فكّري بطريقة ( تخيّل العواقب ) على المدى القريب والمتوسط والبعيد . 10 - 10 10  .. لا تقولي هي مره واحدة فقط ... فكري بطريقة ( 10 / 10 / 10 ) !

وتذكّري أن :
القرارات الصغيرة في حياتنا التي تحدّد اتجاهاتنا وسلوكياتنا كل يوم : هي التي تجعلنا ما نكون عليه بعد عشر أو عشرين عاماً من الآن !

 أخيّة ..
 حين تضعف نفسك ..
 افزعي إلى ( القوة )  إلى ( الطمأنينة )  إلى ( قرّة العين )  - الصلاة - .. ألم يقل صلى الله عليه وسلم
 " وجعلت قرّة عيني في الصلاة " .
 افزعي  للوقوف بين يدي الله وانطرحي في سجودك  وبثّي إليه .. إنه يسمعك .. ويقول لك " هذا لعبدي ولعبدي ما سأل " .

 كلما شعرت بالضّعف ..
 جاهدي نفسك أن لا تختلي بنفسك .. افعلي أي شيء .. المهم أن لا تختلي بنفسك .
 
 لا تفتحي على نفسك ثغرات تزيد من ضعفك أو تقوّي جانب ضعفك ..
 مواقع ..
 محادثات ..
 ايميلات ..
 وكل إنسان أعلم بنقاط ضعف نفسه " بل الانسان على نفسه بصيرة " .

 أخيّة ..
 وإن ضعفت ووقعت فيما تكرهين أن تقعي فيه ..
 فما الذي يحجزك عن التوبة والاستغفار ؟!
 توبي واستغفري واستبشري خيراً . .
 ومن جديد .. جاهدي نفسك .. واستأنسي بيقين بخطاب الله لك : " والذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا " .
 
 جدّدي من أعمال البر ..
 لا تقصري أعمال البر فقط على قراءة القرآن أو الصدقة أو الصيام  ..
 احتسبي كل عمل تقومين به أنك تبتغين به وجه الله ..
 ابتسامتك ..
 الكلمة ..
 زيارتك ..
 تلطّفك مع والديك ..
 تلطّفك مع أهل بيتك ..
 مجاهدة النفس ..
 التسبيح  الاستغفار ..
 كل حركة  وسكون .. تحتسبين فيها ابتغاء الأجر من الله .
 هناك أعمال ..
 اجعلي لنفسك منها حظّاً .. لا يلزم أن يكون كثيراً .. الأهم أن يدوم ..
 كقراءة القرآن .
 أذكار الصباح والمساء .
 المحافظة على الفروض في أوقاتها ..
 المحافظة على السنن الرواتب ..
 وفي لحظات الفتور .. اجتهدي أن لا يكون فتورك إلى معصية ..
 وفي لحظات النشاط عوّضي واستدركي ..
 واستبشري بربّك .. فإنه يسلّيك  بقوله : " الله لطيف بعباده " .

 أخيّة ...
 الزواج .. رزق مقسوم ... فاستجلبي رزق الله بالطاعة ،  وإتيان الأمور من ابوابها  فإن الله رتّب الفلاح في الأمر على أمرين  : 
 - اتيان الامور من أبوابها .
 - تقوى الله .
 " وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون " .

 لا تُقدمي على خطوة سيما في طلب الزواج إلاّ تحت الأضواء ..
 لا تُقدمي على خطوة من خلف أهلك أو تحت جنح الظلام !
 الزواج عن طريق مواقع الزواج له تبعاته النفسيّة والاجتماعيّة ..
 ثم يا أخيّة .. لا يكن بحثك عن ( الزواج ) على أنه هو ( الحل ) لواقع اجتماعي تعيشينه !
 الزواج  مسؤوليّة .. فما ينفع تبحثي عن ( الزواج ) بروح ( الحل ) ..
 لأن الزواج فيه من المسؤوليات والتحديات والتبعات ما يحتاج أن تتهيّئي لها بنوع من المعرفة والتأهيل النفسي والفكري والسلوكي ..
 نصيحة لك .. لا تجعلي واقعك الاجتماعي هو الذي يختار قرار ( الزواج ) بالنيابة عنك !
 

 وفقك الله واسعدك وحماك وكفاك .

09-08-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني