أشعر بأني أنانية في معاملتي لأهل زوجي

 

السؤال

السلام عليكم ورحمة مشكلتي هي انني احتاج لشخص ينصحني احيانا اتصرف بانانية مع اهل زوجي مع العلم انني لا اسكن معهم هم في مدينة وانا في مدينة اخرى لكن لا ادري لمادا مرات لا اتحمل من ام زوجي اي شيء . لانني عندما ادهب عندهم ةلا يهتمون بي لا اي لا يحسنون ضيافتي حتى اخوته . وعندما ياتون الي اقوم بواجبي واضيفهم على اكمل وجه هدا ما يزعجنني ويجعلني متوترة عندما ادهب عندهم لا أدري ماذا افعل ارجوكم افيدوني لا اريد ان اكون انانية لكنني احيانا اتصرف بدافع الحقد لانهم دائما يقولون لي انت تعملين وعندكي النقود وانا لا احب هده الطريقة في الحديث واخشى ان اصاب بالعين

09-07-2010

الإجابة

 وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . .
 وأسأل الله العظيم أن يملأ قلبك حبّاً ورحمة وودّاً . .

 أخيّة . .
 شعورك بسلبيّة موقفك  يدل على أنك تملكين حسّاً ناضجاً ، ونفسّاً توّاقة إلى التغيير والتحسين ، وهذا ما يجعل عمليّة التغيير بالنسبة لك عمليّة ممكنة  وممتعة . لأنك ترغبين في التغيير وتلاحظين بصدق  تصرفات نفسك .

 أخيّة . . .
 بداية لابد أن تعرفي أن الناس خلقهم الله مختلفين ..
 مختلفين في طباعهم ..
 مختلفين في طريقة تفكيرهم ..
 مختلفين في  طريقة إكرامهم للآخرين . .
 فما تفعلينه أنتِ مع أهل زوجك من الإكرام والاحترام ، لاتتوقعي أن تجدي منهم مثل ما يجدون منك . وذلك لسبب بسيط أنهم يختلفون عنك وتختلفين عنهم .
 طريقة معاملتهم لك  قد تكون في نظرهم طريقة مقبولة وواقعيّة لأنهم يعاملونك على أنك واحدة منهم وكأنك ابنتهم تماماً كواحدة منهم .
 ولأنك عندما يأتون إليك تكرمينهم بطريقة مختلفة فتتوقعي منهم ذلك !
 مهم جداً أن تفكّري  وتتأمّلأي ان الآخرين قد لا يقصدون الإساءة إلينا لكن ربما تفكيرنا وتفسرنا نحن للأمور هو الذي يسيء إلينا .
 
 - استمتعي بما  تقومين به تجاه أهل زوجك من الإكرام والاحترام ... فأنت في الواقع  تعبّرين بسلوكك عن ما في داخلك  من حسن الأدب  وجميل أخلاقك .
 ومن كان سلوكه تعبيراً عمّا بداخله من المعدن الطيب فهو في الواقع لا يطالب الآخرين أن يكافؤه على جميل خلقه .
 هو يستمتع بما يقوم به سواءً وجد المقابل أو لم يجد .
 وهنا تأمّلي قول الله : " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم "
 لاحظي أن الله قال  : " ادفع بالتي هي أحسن " ولم يقل انتظر منهم أن يقابلوك بمثل فعلك .. وإنما أمر الإنسان ماذا يفعل وأن يثبت على هذا الفعل لأن النتيجة مضمونة في حال الثبات " فإذاالذي بينك وبينه عداوة كأنّه وليّ حميم " !
 مشكلتنا أحياناً أننا نستبطئ النتائج  فنظن أن لا فائدة في معاملة الآخرين بالحسنى !

 - تأكّدي أنك  في عمل صالح .. إكرامك لأهل زوجك ، صبرك على ما يكون منهم ،  حسن تودّدك لهم حتى مع  مقابلتهم لك بعكس ذلك .. كل ذلك عملٌ صالح .. فقط احتسبي الأجر عند الله وثقي أن الله يرضيك ويشكرك متى ما أحتسبت وابتغيت بعملك وجه الله لا أن يقابلوك بمثل ما تعامليهم به .

 - جدّدي من روتين اللقاء معهم ..
 عندما تذهبين إليهم .. اجعلي ذهابك لهم له معنى آخر وصورة أخرى غير الصورة الروتينية التي تأتينهم بها .
 اذهبي إليهم وانت تحملين لهم الهدايا . ولا يشترط أن تكون غالية الثمن .
 صافحيهم وعانقيهم بودّ وحرارة ..
 سلّمي عليهم وأنت من دواخل نفسك تحملين تجاههم شعوراً طيباً ..

 - تأكّدي تماماً .. أن مقابلتك لهم بالأنانيّة لن يُغيّر طريقة تعاملهم معك للأحسن .. لكن سيكون التغيّر للأسوأ .
 وستبقين معهم في دوامة وصراع !
 الكلمة الطيبة الصدقة .
 والنبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا أن الخلق الجميل ليس هي الأخلاق المتبادلة أو التي تكون  على سبيل المقبالة .
 إنما الخُلق الجميل هو الذي لا يتغيّر حتى لو تغيّرت الظروف من حوله . يقول صلى الله عليه وسلم : " أدّ الأمانة إلى من أئتمنك ولا تخن من خانك " .

 - لا تكثري عند زوجك الشكوى من أهله .
 أشعريه بحبك لهم وحرصك عليهم وسؤالك عنهم . دائماً حدّثيه عن جميل البرّ بوالدته ، وان لابرّ بها  ينعكس عليكما وعلى أبنائكم وحياتكم بالبركة والتوفيق .
 ادفعيه دائماً للبرّ وذكّريه به ..
 اجعليه يشعر بجميل إكرامك لهم .. هو بطريقته سينقل عنك فكرة جميلة عند أهله .. وفي نفس الوقت  تكسبينه في حال ما لو حصل من أهله خطأ عليك فإنه والحال هذه سيكون أقرب للحكمة في التصرّف لأنه يعرف موقفك وجميل شعورك تجاه أهله ، بعكس ما لو كان الحال أنك كثيرة الشكوى منهم .. فإن أي موقف  محتدّ بينك وبين أهله قد يجعله أكثر ميلاً إلى اهله  ضدّك حتى لو كان الحق معك ، لكنه هو يقف مع أهله  من خلال ما يعرفه عنك من كثرة الشكوى منهم ...
 المقصود أن إشعارك زوجك بحسن برّ: بأهله وإكرامك لهم يمنحه فرصة أكبر أن تكون مواقفه أقرب للحكمة والتعقّل فيا لمواقف المحتدّة .

 - أخيّة ..
 تأمّلأي ما تُحدثه الأناينة بك ..
 شعور بالهمّ وتأنيب الضمير وعدم رضا عن النفس ، لأنك تتصرفين بطريقة تختلف عما تحملينه داخل نفسك من طيب الأخلاق وكريم الطبع . هذا وحده كفيل بأن يكون واعظاً لك أن  مثل هذاالأسلوب لن يريحك ولن يغيّر من واقعهم تجاهك شيئاً .

 - لا عليك بما يقولون عن مالك ووظيفتك . إذا كنتِ تخافين من العين أفلا تثقين بوعد الله تعالى ووعد رسوله صلى الله عليه وسلم وهو اصدق القائلين.
 ألم يقل صلى الله عليه وسلم : " من قرأ آخر ايتين من سورة البقرة في ليلة كفتاه "
 نعم ( كفتاه ) من كل شيء من العين والسحر والهم والغم وإيذاء الناس وكل شيء تكفيه منه . فقط اقرايهما بصدق ويقين .
 ألم يقل صلى الله عليه وسلم : " من قال حين يخرج من بيته بسم الله توكّلت على الله ولا حول ولاقوة إلا بالله  " قيل له : لقد هُديت وكُفيت ووُقيت !
 لاحظي ( كفيت . هديت . وقيت ) .. هذا كلام الصّادق المصدوق ...
 فكيف يعظم الخوف في قلوبنا من أذى الناس ، ولا يمتلأ صدرنا إيماناً وتصديقاً بوعد الله تعالى ووعد رسوله صلى الله عليه وسلم ؟!
 كل ما عليك أن تحافظي على الأذكار  أذكار الصباح والمساء ، واذكار الخروج من المنزل والتحصين اليومي  مع المحافظة على الصلوات ..
 وثقي بالله .. وتاملي قوله صلى الله عليه وسلم : " واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن يضرّوك بشيء لم يضرّوك غلاّ بشيء قد كتبه الله عليك . وإن اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك غلاّ بشيء قد كتبه الله لك . رفعت القلام وجفّت الصحف " .

 أسأل الله العظيم أن يطهر قلبك ويرزقك قرّة العين .

09-07-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات فقه الأسرة


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني