زوجي يتحرش بالخادمة

 

السؤال

سعادة الأستاذ ناصح أنا سيدة في الثامنة والثلاثين من عمري متزوجة ولي خمسة أبناء حياتي الزوجية مستقرة تقريبا وكأي زوجين تحدث مشاكل ومشاجرات طبعا ودائما أنا من يتنازل وأصالحه حتى أحافظ على بيتي وأبنائي من الضياع فقد تحملت منه الكثير من الضرب والإهانات والتعذيب الجسدي والنفسي وخاصة أثناء الممارسة الجنسية فهو يطلب أشياء غريبة ومقززه ومع ذلك ارضخ لطلباته وشذوذه خوفا من غضبه وزعله لأنه إذا زعل علي لا يعطينا مصروف المنزل ويحرمني من زيارة والدتي ولا يكلمني لمدة أيام حتى أراضيه..... صبرت عليه وعلى نزواته سنوات طويلة فهو لا يرحمني حتى وأنا مريضه ولكن ما قصم ظهري وارق مضجعي أنني اكتشفت انه يتحرش بالخادمة الاندونيسية فقد سمعته بأذني يطلب منها أن تنام معه فجن جنوني... ففاتحته في الموضوع بعد أن تشاجرنا فذهب إلى الخادمة فضربها وأخذها إلى المكتب وسفرها إلى بلادها وبعد فترة زعل طويلة اضطررت إلى مصالحته من اجل الأولاد لأنه لا احد عندي يصرف عليهم فأمي تعيش عند أخي وهو متزوج ولديه أبناء وعنده مشاكل تكفيه ولا يستطيع إعالتي فرجعت إلى البيت وبعد فترة احضر خادمة أخرى أجمل من السابقة وبعد شهر أخبرتني الخادمة وهي تبكي.. أن زوجي ذهب إليها في غرفتها فجرا يريد معاشرتها ولكنها رفضت فضربها وآثار الضرب على وجهها... فانهرت وبكيت ولكني لم اخبره شيئا هذه المرة خوفا من أن يضربها ويضربني أو يطردني من المنزل ويحرمني من أولادي فهو قاسي القلب وأنا ليس لدي من ألجأ إليه. المشكلة يا دكتور أنني جميلة جدا ورشيقة ودائما البس وأتزين ولا اظهر له المرض أو التعب في الفراش وأتحمل كل شيء في سبيل إرضائه ولكنه مع ذلك يخونني مع خادمة قذرة كما يصفها هو دائما... والذي يحيرني يا دكتور انه محافظ على الصلاة ويصلي اغلب الأوقات في المسجد فكيف يفكر في الزنا وهو محصن وليس لديه عذر فانا لم امنعه نفسي حتى وأنا مريضه لا أبين له ومع ذلك للأسف..... أنا الآن اكرهه واحتقره في قرارة نفسي... فكيف سأعيش معه وأعاشره وأنا لا أطيقه؟؟ فماذا تنصحني فانا أتعذب نفسيا وابكي ليلا ونهارا وصحتي تزداد سوءا.... ولا أستطيع أن اخبر أحدا فهذا شيء مخجل جدا فانا بنظر الناس إنسانه محسودة بان لي زوج يحبني ويقدرني.... والله وحده يعلم مصيبتي أرجوك يا ناصح لا تهمل رسالتي وجزاك الله خيرا التعيسة/ فرح

02-06-2010

الإجابة


: : : : : : : : : : : : : : :

الأخت: فرح..
أبدل الله همك فرجا وحزنك فرحاً وجعل لك من اسمك وافر النصيب.
الحمد لله أن دام بينكما هذا العمر حتى رزقكم الله بالذرية الصالحة وجعل لك من كبدك ودمك من يسندك ويعينك بعد الله جل وتعالى.
بالنسبة لمشكلة زوجك وتعرّضه للخادمات بالسوء، فإني أنصحك بأمور:
1- بالنسبة للممارسة والعلاقة بين الزوجين يجوز فيها كل شي على حدّ قوله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ {222} نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ وَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ}
فبيّنت الآية أن الرجل يجوز له أن يستمتع بامرأته في أيّ مكان شاء إلاّ في موضعين:
• موضع الدبر. لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد ثبت عنه في حديث حسن قوله: [أقبل وأدبر واتق الدبر والحيضة]، وقال: [لا ينظر الله إلى رجل أتى رجلا أو امرأة في الدبر]

• موضع الفرج في حال الحيض، فإنه لا يجوز للرجل أن يباشر امرأته أثناء المحيض.
في غير ذلك يجوز للرجل أن يستمتع بزوجته كيف شاء، ولا يجوز له أن يكرهها على ما حرّم الله، فإن ما أباحه الله يغني عن ما حرّم.

2- أن تطلبي من زوجك عدم إحضار خادمة إلى المنزل وأن تعوّدي نفسك وأبناءك من الآن على أن تقومي بخدمة بيتك وزوجك.
إن بعض الأزواج يلجأون إلى الخادمة في قضاء وطرهم لكون أنهم يجدون أن الخادمة قد أصبحت هي كل شيء في البيت.
هي التي تكنس وتطبخ وترتب المنزل وتغسل الملابس بل إنها ترتب غرف النوم والأماكن الخاصة بالزوجين وهي التي تقوم على رعاية الرجل في مأكله ومشربه وملبسه.
هذا الأمر يشدّ الرجل إلى الخادمة، ويجعله يحتقر زوجته في قرارة نفسه إذ كيف أن هذه الغريبة استطاعت من أجل أن تكسب لقمة عيشها أن تقوم بهذه الأعباء كلها، على أنها تشترك معك في الأنوثة.
سيما إذا كانت الخادمة لا تلتزم الحجاب الشرعي والستر المطلوب في المنزل مما يجعلها فتنة للرجل وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن أضر فتنة على الرجال هم النساء!
فما بالك بامرأة يراها كل يوم في بيته وينظر منها مفاتنها والشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم فكيف تكون النتيجة؟!
لذا عليك أن تعودي إلى طبيعتك الحقيقية من حسن رعاية البيت وحسن رعاية زوجك وأبناءك، سيما أن الله قد رزقك أبناء قد يقومون بكثير من أعباء البيت عنك.
مرة دخل علي رضي الله عنه وزوجته فاطمة رضي الله عنها على رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألانه خادما يخدم لهما!!
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: [ألا أدلكما على خير مما سألتماه؟ إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا الله أربعاً وثلاثين، واحمدا الله ثلاثاً وثلاثين، وسبّحا ثلاثاً وثلاثين، فإن ذلك خير لكما من خادم] فكوني أنت سيدة البيت من جديد ولا تجعلي الخادمة تنتزع منك سيادة البيت! وزوجك لا يزال قريب منك طالما أنه محافظ على الصلوات غير مفرط فيها.. فقط هو بحاجة أن يرى زوجته سيدة البيت لا أن يرى الخادمة هي ربة البيت!!
3- امنحي زوجك كل حبك، واطردي عنك فكرة الاحتقار والاستصغار، لأن مشكلته قد لا يكون هو السبب الأول والأخير فيها، فالنفس والشيطان والواقع والحال يغريه بأن يقع في هذه المعصية، وربما انشغالك عنه وعن بيتك يغريه بمثل هذا. صارحيه بالحب وصدقك في ذلك.
4- إن لم يحصل من زوجك تغير أو تحسّن في السلوك بعد أن لا تكون فيكم خادمة، وبعد أن تباسطيه بالحب والمودة..
هنا لابد أن تصارحي أحد أهلك من أهل الحكمة ورجاحة العقل لينظر في أمر الصلح بينكما أو أطره على الحق.
إن التمادي في السكوت على مثل هذا المنكر قد يؤثر سلباً حتى على تربية الأبناء، بل قد يؤثر أيضا على صحتك مستقبلاً بانتقال أمراض خطيرة بسبب هذه المعاشرة المحرمة (كالإيدز أو الهربس أو غير ذلك) المقصود إن لم تتداركي زوجك بالإصلاح سواء عن طريقك أو عن طريق أحد من أهلك أو أهله أو بهم جميعاً فإن التمادي نتائجه وخيمة.

أختي الكريمة..
أسأل الله أن يمتعك بما وهبك، وان يبدلك حياة هي أقرّ واسرّ للعين والقلب مما تعيشينه من ذي قبل.
اللهم آمين.

02-06-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني