زوجي له علاقات نسائية

 

السؤال

الحمد لله الذي سخر لنا إخوانا يأخذون بأيدينا حينما تتقاذفنا الهموم من كل حدب وصوب.. إخواني: تتمثل مشكلتي في اكتشافي أن زوجي له علاقات نسائية مع بعض الوافدات.. وذلك حينما سمعته يهاتف إحداهن بالمتحرك.. فسألته عنها قال: مراجعة تريدني إنهاء معاملتها وتطلب المساعدة، ولأول مرة أشك بكلامه، وعندما نام أخذت هاتفه المتحرك وحفظت الرقم.. ثم اتصلت بها بحجة الخطأ في الرقم فإذا بها سورية.. وتابعت هاتفه أسبوعا لأكتشف أنها تتصل به في اليوم ما يزيد على السبع مرات وهو كذلك, كما أنه يرسل لها رسائل مماثلة للتي يرسلها لي.. وأحيانا يرسل لها أكثر، فقررت مواجهته لعلها تكون زوجته فثار وأرغى وأزبد وطردني من البيت بعد قصة حب طويلة بدأت بعد زواجنا لكنني رفضت الخروج وجلست عند أبنائي.. أنا مصدومة لقد اخترته بناء على دينه وخلقه.. كيف يستطيع الإنسان أن يمثل الالتزام ويدعيه؟؟ وكيف لي أن أتصرف في هذه الحال وأنا لم أقصر معه مطلقا حيث كان يشهد لي بنفسه أنني أنا الودود الولود؟؟ أريد الرد بسرعة أرجوكم..

28-05-2010

الإجابة




الأخت الفاضلة/ عائشة 
شكر الله لك حسن ظنك بإخوانك القائمين على هذا الموقع الطيب..
وعسى الله أن يكشف عنك الكرب ويزيل عنك الهم.
وشيء جميل جداً أنك لازلت تشعرين بحبك لزوجك، وحبه لك من خلال ثنائه عليك، وشعورك بقصة الحب الطويلة التي لن تنتهي إن شاء الله بينكما.
أختي الفاضلة..
إن من أسوأ أعداء الحب بين الزوجين هو وقوعهما أو وقوع أحدهما في شباك (الشك) و (الريبة)!!
وحين يجد هذا العدو مكاناً خصباً بين الزوجين فإنه ما يفتأ أن يفسد بينهما حتى يقلب قصة الحب إلى قصة مأساة!!
ولذلك جاءت الشريعة والنصوص في سدّ وحماية هذه الثغرة خاصة في بناء الحياة الزوجية، فمن ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى الرجل المسافر أن يطرق أهله ليلاً يتخوّنهم!!
وهكذا ينبغي على الزوجة أن لا تتخوّن زوجها فتنقّب من ورائه أو تفتش في أغراضه لتتصيّد زلّته أو عثرته!!
إنني هنا لا أدعو إلى الغفلة عن رعاية الزوج بقدر ما أدعو إلى حماية هذا البناء من أي ثغرة ربما تهدمه!!
بقدر ما أدعو إلى التعامل الإيجابي مع مثل هذه الزلاّت التي يقع فيها الأزواج!!

اسمحي لي أن أقول لك أنك أخطأت عندما بدأت تنقبين وتفتشين في أغراض زوجك وهاتفه لتكتشفي حقيقة الأمر!!
اكتشافك سبب لك صدمة وربما إحباط وربما أوقد في نفسك نار الريبة والشك فأشغلك ذلك عن أن تتفرغي إلى أن تسلكي الأسلوب الأمثل في علاج مثل هذه المشكلة.
كان من الأفضل لك وله حين سمعتيه يحادث فتاة أو امرأة أن تسلكي طريقة إيجابية في الإصلاح بدل التفتيش والتنقيب والشك والريبة، إذ ليس المقصد هو اكتشاف خطأه وتقريره به لأن الرجل لا يحب من زوجته أن تقرره بخطئه؛ وهو في هذه الحالة ليس بحاجة إلى إثارة عناده ليتشبّث بزلته وخطأه، بل هو بحاجة إلى إيقاظ قلبه وضميره ليتجاوز عثرته.. هو بحاجه إلى الإصلاح ليدوم الحب بينكما، وليتجاوز هذه الزلة التي ربما وقع فيها إمّا بسبب ذاتي من نفسه أو ربما كنتِ أنت سبباً في ذلك!!
ولعلي أن أقف معك وقفات في مشكلتك هذه - عسى الله أن يكتب النفع بها -:
- اعلمي أن من طبيعة الرجل أنه ميّالٌ إلى النساء، بل إن شهوة النساء من الشهوات المزيّنة للناس قال تعالى: {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ} (آل عمران: من الآية14)، وقال تعالى: {وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفاً} (النساء: من الآية28) قال بعض السلف: أي ضعيفاً عند ذكر النساء!!
فالرجل في نفسه هذا الوصف الذي وصف الله تعالى بأنه يحب النساء ويضعف عندهم، لكن المؤمن المتقي يجاهد نفسه على ما أحل الله، والمؤمن الضعيف ربما سقط ثم نهض أو ربما سقط فوقع!!
إذا علمتي أختي الفاضلة أن ميل الرجل للنساء هو ميل طبيعي مزيّنٌ له لزمك أن تحمي هذه النفس الميّالة بما منحك الله عز وجل وحباك من وسائل الإغراء والحرص والمحافظة على سلوك زوجك ورقابته رقابة حكيمة تمنعه من أن يقع في الزلّة وإن وقع ساعدته على الخروج من هذا المأزق والمنعطف الخطير في حياتكما.
- ابحثي دائماً عن السبب الذي يجعل زوجك يسلك هذا السلوك.. إذا عرفتِ السبب فابدئي بمعالجة السبب!!
قد يكون السبب (ضعف إيمان) عند زوجك إذن هنا ينبغي عليك أن تعمّقي هذا الجانب في حياتك وحياة زوجك وتعمّقي معنى الإيمان ورقابة الله عز وجل، ولعلك أن تسلكي في سبيل ذلك طرق من أهمها:
1 - مساعدته على أداء الفرائض في أوقاتها وحرصك على إيقاظه للصلاة بحكمة وعطف وحنان.
2 - اجعلي بينك وبينه لقاءً أسبوعياً تقرءان فيه من كتاب في الرقائق من مثل كتاب "الجواب الكافي لابن قيم الجوزية".
3 - شاركيه نوافل الطاعات والعبادات في البيت, أو خارجه بربطه ببرنامج خيري كجمع الصدقات للفقراء أو المشاركة ببرامج دعوية بالتنسيق مع الجمعيات والمراكز الدعوية الخيرية في منطقتكم.
واعلمي أن هذه المشاركة الإيمانية بينك وبينه سبب من أسباب تنزّل الرحمات، قال صلى الله عليه وسلم: "رحم الله امرأة قامت من الليل فصلّت ثم أيقظت زوجها للصلاة فإن أبى نضحت في وجهه الماء.."
4 - ادخلي الشريط والكتاب الإسلامي في بيتك.
5 - ذكّري زوجك بين فترة وأخرى بربه وذكّريه بعواقب المعصية عليه وعلى أهله وولده، وأن المعصية سبب من أسباب الضياع النفسي والاجتماعي!!

وقد يكون سبب هذا الانحراف الزوجي من جهتك أنت، إمّا لعدم حسن تبعّلك واهتمامك به، أو لعدم حرصك على التجديد ونفض الروتين والرتابة عن حياتك وزوجك، أو ربما لأنك تشعرينه بعدم الأمان النفسي في بيته من خلال مواقفك المتشنّجة من زلاّته وأخطاءه وعدم وجود جو هادئ من المصارحة بينكما. وهنا أوصيك بأمور:
1 - أحسني التبعّل لزوجك بالكلمة الطيبة والمصارحة بالحب في بسمتك وهديتك وملبسك ومأكلك ومكان نومكما.
إن انشغالك بتعميق الحب بينك وبين زوجك وابتكار الوسائل والطرق التجديدية للتعبير عن الحب أهم من أن تشغلي نفسك وفكرك في متابعة عوراته وزلاّته!!
2 - افتحي معه حوارا هادئاً وصريحاً في المشكلة التي وقع فيها، والمصارحة لا تعني رفع الصوت والعصبية والتشنّج، بل افتحي معه حوارا تسوده لغة الحب تشعرينه فيه بعمق حبك له وأنك حريصة عليه ومستعدة لأن تضحّي في مساعدته ليخرج من المأزق الذي وقع فيه!!
فبدل من أن تهوّلي عليه مشكلته وأنها أعظم مصائب الدنيا، أشعريه بشفقتك عليه واستعدادك لمساعدته والوقوف معه حتى يخرج مما هو فيه.
3 - لا تنقلي أحداث مشكلتك إلى أحد من أهلك أو أهله - الآن - واسعي جاهدة في أن تستري عليه لأن انتشار المشكلة وخروجها يزيد من تعقيدها.
4 - لا تعاودي التفتيش في هاتفه أو أغراضه الخاصة، واحرصي بين فترة وأخرى أن تكرري عليه التذكير بالله وتعظيمه في قلبه.
5 - لا تكثري عليه من الاتصال في حال غيابه إلاّ بالقدر الذي يشعره بقربك منه وللتعبير عن حبك له.
6 - لا تكثري عليه من الأسئلة التحقيقية في دخوله وخروجه, بل اجتهدي في أن تجعلي يومك كله في أن تعيشي الحب والمودة مع زوجك.
7 - أكثري أخيتي من الدعاء لزوجك سرّاً وجهراً، فإن الله يحب أن يسمع دعاء المضطر ويجيب له سؤله ودعاءه قال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} (النمل: من الآية62).
أحسنت كثيراً حين أنك لم تخرجي من بيتك بل بقيت فيه!!
الرجل - الملتزم - الذي جاهد نفسه على أن يستقيم على سنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم هو بشر من البشر تضعف نفسه وتقوى وربما قوي في نفسه داعي الشيطان وربما ضعف فيكون ذلك سبباً لوقوعه في المعصية، ووقوعه في المعصية لا يعني تجريده من أخلاقه وسلوكه المستقيم في غالب حاله، إذ ليس عيباً أن يقع الإنسان في الخطأ إنما العيب أن لا ينهض بعد ما وقع!!
لا أزال أقول لك طالما وأنك تشعرين بحبك له وتشعرين بحبه لك وبينك وبينه الولد فلا تفسدي هذه العلاقة بالشك والريبة، بل اطردي عنك الشك وانطلقي لأن تكملي قصة الحب بينكما، ومع الجد والاجتهاد والصبر والاحتساب تأتيك النتائج إن شاء الله مرضية مقنعة.
أسأل الله العظيم أن يصرف عنا و عنك وزوجك السوء وأهله وأن يديم بينكما المودة والرحمة والسعادة في الدنيا والآخرة.

28-05-2010

استشارات اخرى ضمن استشارات التربية الأسرية


 

دورات واعي الأسرية


 
 

إستطلاع الرأي المخصص لهذا اليوم!


هل ترى أهمية لحضور دورات عن العلاقة الخاصة بين الزوجين :

    
    
    
    
 

ناصح بلغة الأرقام


4008

الإستشارات

876

المقالات

35

المكتبة المرئية

24

المكتبة الصوتية

78

مكتبة الكتب

13

مكتبة الدورات

444

معرض الصور

84

الأخبار

 

إنضم إلى ناصح على شبكات التواصل الإجتماعي


 

حمل تطبيق ناصح على الهواتف الذكية


 

إنضم إلى قائمة ناصح البريدية


ليصلك جديدنا من فضلك أكتب بريدك الإلكتروني